بصمتٍ مبلّلٍ بالدمعِ، ودّعَت بنت جبيل ابنَها الحاج حسن موسى عباس، الذي عادَ إليها كما يعودُ الغصنُ إلى جذرِه، حاملاً في رحيلِه سيرةً طيبةً تشبهُ الندى، وسيرةَ والدٍ رحلَ وبقيَ أثرُهُ نورًا لا ينطفئُ.
عاشَ الحاج حسن سنواتِه الأولى في أفريقيا إلى جانبِ والدِهِ الراحلِ الحاج موسى عباس، وكانَ لهُ السندُ والمعينُ في كلِّ خطواتِه، رفيقُ دربِه في العملِ والخيرِ، ويدُه التي امتدَّت بالعطاءِ إلى المحتاجين. في تلكَ الغربةِ، صقلتْهُ التجاربُ وعلّمَتْه أنَّ الكرامةَ في البذلِ، وأنَّ الخيرَ حينَ يُقدَّمُ بصمتٍ يخلّدُ صاحبَه.
ومعَ مطلعِ الألفين، عادَ إلى لبنانَ، واستقرَّ مع عائلتِهِ في بيروتَ، حاملاً حلمَ والدِه الذي لم يكتملْ بعد.
فما كان إلا أن سعى لتحويلِ الحلمِ إلى فعلٍ، حين نفّذَ الحاج حسن وإخوته مشروعَ مجمعِ الحاج موسى عباس عن روح والدهم المرحوم. المجمعُ الذي خطَّ الوالدُ تصاميمَه يومًا، صارَ بعدَ رحيلِه شاهدًا على وفاءِ الأبناءِ، ومعلَمًا يختصرُ سيرةَ عائلةٍ عاشَت لتُعطيَ.
لم يكن الحاج حسن مجرّدُ رجلٍ، بل كان قلبًا نابضًا بالرحمةِ، وأياديه البيضاءُ لم تغبْ عن الفقراءَ والمحتاجين. كان داعمًا أساسيًا للحالاتِ الاجتماعيةِ في بنت جبيل، حاضرًا في الخيرِ والمحبةِ والتواضعِ.
رحلَ بهدوءٍ يليقُ بالأنقياءِ، تاركًا خلفَه ذكرى عطرةً وسيرةً طيبةً وأثرًا لا يُنسى.
غابَ الجسدُ، لكن بقيَت سيرتُه تمشي بين الناسِ كنسمةٍ تعرفُ طريقَها إلى الطيبين.
سلامٌ على منْ عاشَ كريمًا ومضى نقيًّا، وعلى كلِّ أثرٍ تركَهُ ينبتُ خيرًا بعدَه في بنت جبيل.
(نص زينب بزي - تصوير ومونتاج حسين بزي)
تغطية مباشرة
-
ممداني هاجم ترامب في الحديث الاول بعد فوزه برئاسة بلدية نيويورك تتمة...
-
طرد ضابط لبناني من قبل ضابط إسباني في اليونيفيل تضع العلاقة على المحك! تتمة...
-
«غزة - عيتا الشعب - غزة»: عرض مسرحي مؤثر روى قصتين لامرأتين من غزة ولبنان تتمة...
-
محافظ جبل لبنان كلّف قائممقام كسروان إجراء تحقيق في ملف إقامة الزفاف في مغارة جعيتا على أن تصدر نتائجه ظهر غد الأربعاء (الجديد)